روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات ثقافية وفكرية | لدي رغبة في تطوير ذاتي.. فكيف أعمل حتى أطورها؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات ثقافية وفكرية > لدي رغبة في تطوير ذاتي.. فكيف أعمل حتى أطورها؟


  لدي رغبة في تطوير ذاتي.. فكيف أعمل حتى أطورها؟
     عدد مرات المشاهدة: 2767        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا طالب، أبلغ من العمر (22) لدي مشكلة.

وهي أن لدي رغبة في تطوير ذاتي، وأود أن أصبح إنسانا مثقفا وأنمي مهاراتي، ولكن لا أعرف السبيل إلى ذلك.

فهل هناك بعض المواقع التي يمكن القراءة فيها، وهي تدعم مقالات قصيرة أو أخبارا فيها فائدة للشباب، مثل الأخبار العلمية والطبية وغيرها؟ أود أن أصبح إنسانا ناجحا ذا خبرات، ولكن لا أعرف من أين أبدأ؟ وكيف؟!

لي رغبة أتمنى أن أحققها، وهي أن أكتب بأفضل أسلوب وطرح ممكن، فعند قراءتي للجرائد والمجلات أكون معجبا بأساليب بعض الكتاب.

كم تمنيت أن أملك القدرة، والقلم المميز، الذي يمكنني من كتابة مقالات رائعة من ناحية استخدام الأمثال وانتقاء الكلمات وغيرها، وأتمنى أن ترشدوني إلى مواقع الكترونية تحقق رغبتي، وأن تنصحوني، وتبدوا لي وجهة نظركم.

أنا طالب أدرس إدارة أعمال، وأتمنى تنمية مهارات معينة تختص بمجالي لكي تساعدني في التوظيف.

شكراً لكم.

الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/أ بو بدر حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا بحاجة إلى المهارات الإدارية؛ لأن الخلل الكبير عندنا في الجانب الإداري، والبشر هم أكبر وأهم استثمار تهتم به الدول.

وإذا لم يتطور هذا الإنسان فما فائدة العمارات وناطحات السحاب والشوارع المرتبة، والمرافق الجميلة، والدنيا فشلت في إسعاد هذا الإنسان بالمناهج الأرضية؛ لأن سعادة الإنسان تنبع من منهج خالق هذا الإنسان.

وقد قال الأكاديمي الأمريكي، ولكننا فشلنا في أن نسعد هذا الإنسان، ثم قال لمن حضر من المسلمين وأنتم وحدكم الدين، تملكون المنهج الذي يسعد البشرية إذا قدمتموه للبشرية.

ولاشك أن مجال إدارة الأعمال هام في مسألة التطوير، وأهم ما تحتاجه هو تنمية مهارات التواصل والذكاء والاجتماعي، الذي يعتبر من أهم ما توصل إلى النجاحات الكبرى بعد توفيق رب الأرض والسموات.

لا يخفى عليك أن مسألة القراءة من الأهمية بمكان، وأن الإنسان عندما يقرأ للكبار يضيف عقولهم وخبراتهم إلى عقله.

وكأنه أضاف أعمارهم وتجاربهم إلى عمره، ولكننا ننصحك بأن تجعل قراءتك قائمة على استشارة الأساتذة والعلماء الذين معك، لأنهم الأعرف بقدراتك وباحتياجاتك.

ولن يبخلوا عليك، ونحن من جانبنا نريد للطالب أن يتقن مجال تخصصه، وأن يتفوق فيه، ولا مانع بعد ذلك من القراءة المنوعة، وقد أحسن ابن الجوزي عندما قال:

إنما العلم عميق بحره ** فخذوا من كل شيء أحسنه

إلى أن قال:

أما ترى أن النحل لما جنى من كل فاكهة ** حوى لنا جوهرين الشمع والعسلا

فالشمع نور يستضاء به ** والشهد يبرى لنا الأسقام والعللا

نحن في الحقيقة سعداء بهذه الرغبة، لأنها النقطة الأساس في كل نجاح، فأخلص في نيتك، واعلم أن الإنسان يعطى على قدر نيته، ثم حدد أهدافك؛ فإن الإنسان الذي لا هدف له لا يصل.

ثم ابذل أسباب النجاح وتوكل على الكريم الفتاح، ونظم وقتك، واستعن بالله، وأعط نفسك حظها من الغذاء وحقها من الراحة، وتذكر أن من سار على الدرب وصل.

أما ما ذكرته من إعجابك ببعض المقالات فحاول أن تنسج على منوالها وتطور مهاراتك في التواصل والنقد والملاحظة.

واكتشف نفسك، وتعرف على ميولك، واعلم أن الناجحين واجهتهم صعوبات ونقد ومثبطات، لكنهم تجاوزوها واستفادوا حتى من العثرات؛ لأنها محطات مهمة في طريق النجاح.

إذا فشل الواحد في مئات التجارب فذلك يعني أنه تعرّف على مئات الطرق التي لا توصل إلى المطلوب.

أرجو أن تعلم أن الثقافة هي الأخذ من كل شيء بطرف، وأنت بحاجة إلى معرفة شيء عن كل شيء، ولكننا نكرر لك التنبيه بأن هذه الثقافة الواسعة ينبغي أن تكون إلى جوار مجالك الأصلي الذي تدرسه.

وأنت بلا شك تستفيد من كل معلومة تعرفها، مع ضرورة أن تكون معلوماتك الشرعية واسعة، خاصة في المجالات التي لابد للإنسان أن يتعلمها، وهي ما يصحح به عقيدته وعبادته وتعامله مع الناس، ثم عليك أن تهتم بالجانب الإداري في الإسلام.

نحن بلا شك أصحاب إسهامات ضخمة جداً في هذا الجانب، فالإسلام دين اهتم بالنظم والضوابط، ويربي أفراده على الوعي والنظام، كما أن الإدارة في الإسلام فيها أبعاد إيمانية وإنسانية.

الإتقان فيها ينطلق من قاعدة الإحسان، ومن مراقبة خالق الأكوان، وإذا صدق الإداري في نيته جاء من ورائه الخير الكثير.

وهذه صيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن نسمع عنك الخير، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يوفقك.

الكاتب: د. أحمد الفرجابي

المصدر: موقع إسلام ويب